سورة مريم - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (مريم)


        


{إنا نحن نرث الأرض} لأنَّا نُميت سُكَّانها، {و} نرث {مَنْ عليها} لأنَّا نميتهم {وإلينا يرجعون} للثَّواب والعقاب.
{واذكر} لقومك {في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً} مؤمناً مُؤقناً {نبياً} رسولاً رفيعاً.
{إذا قال لأبيه يا أبتِ لم تعبد ما لا يسمع} الدُّعاء {ولا يبصر} العبادة {ولا يغني} ولا يدفع {عنك} من عذاب الله {شيئاً}.


{يا أبت لا تعبد الشيطان} لا تُعطه {إنَّ الشيطان كان للرحمن عصياً} عاصياً.
{يا أبت إني أخاف} إن متَّ على ما أنت عليه أن يصيبك {عذابٌ من الرحمن فتكون للشيطان ولياً} قريناً في النَّار.
{قال} أبوه مُجيباً له: {أراغب أنت عن آلهتي} أَزاهدٌ فيها وتارك لعبادتها؟! {لئن لم تنته} لئن لم ترجع عن مقالتك في عيبها {لأرجمنك} لأشتمنَّك {واهجرني ملياً} زماناً طويلاً من الدَّهر.


{قال} إبراهيم: {سلام عليك} أَيْ: سلمتَ مني لا أصيبك بمكروه، وهذا جواب الجاهل، كقوله: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً} {سأستغفر لك ربي} كان هذا قبل أن نُهي عن استغفاره، وعده ذلك رجاء أن يُجاب فيه {إنه كان بي حفياً} بارَّاً لطيفاً.
{وأعتزلكم وما تدعون} أُفارقكم وأُفارق ما تعبدون من أصنامكم {وأدعو ربي} أعبده {عسى أن لا أكون بدعاء ربي} بعبادته {شقياً} كما شقيتم أنتم بعبادة الأصنام. يريد: إنَّه يتقبَّل عبادتي ويُثيبني عليها.
{فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله} وذهب مهاجراً إلى الشَّام {وهبنا له} بعد الهجرة {إسحق ويعقوب وكلاً} منهما {جعلنا} هُ {نبياً}.
{ووهبنا لهم من رحمتنا} يعني: النُّبوَّة والكتاب {وجعلنا لهم لسان صدق علياً} ثناءً حسناً رفيعاً في كلِّ أهل الأديان.
{واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصاً} مُوحِّداً قد أخلص دينه لله.
{وناديناه من جانب الطور الأيمن} حيث أقبل من مدين يريد مصر، فنودي من الشَّجرة، وكانت في جانب الجبل على يمين موسى {وقرَّبناه نجيَّاً} قرَّبة الله تعالى من السَّموات للمناجاة، حتى سمع صرير القلم يكتب له في الألواح.
{ووهبنا له من رحمتنا} من نعمتنا عليه {أخاه هارون نبيَّاً} حين سأل ذلك ربَّه فقال: {واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي...} الآية.

1 | 2 | 3 | 4 | 5